بقلم: رومان ديدينوك، خبير أمني في قسم أبحاث التهديدات لدى كاسبرسكي
خلال مراحل التقلب الاقتصادي – سواء بسبب الرسوم الجمركية أو التطورات الجيوسياسية أو غيرها من اضطرابات السوق – تتزايد عادةً مخاطر الاحتيال، وهو أمر مألوف في البيئات المالية المتقلبة. وقد تسعى الجهات الخبيثة لانتهاز الفرصة في العديد من المجالات الحيوية.
أولاً، من المحتمل أن تشهد عمليات التسوق عبر الإنترنت ارتفاعاً في حالات الاحتيال مع استغلال المخادعين لتزايد الطلب على السلع المتوقع أن تشهد ارتفاعاً في الأسعار. فقد ينشؤون مواقع إلكترونية مزيفة متقنة أو يرسلون رسائل بريد إلكتروني خداعية معقدة لترويج «عروض ما قبل الضرائب الجمركية.» مما يوقع المستهلكين المندفعين للظفر بالأسعار المنخفضة في فخ تقديم بياناتهم المالية للمحتالين، مما يعرضهم لخسائر مالية أو سرقة الهوية.
ثانياً، قد تضطر الشركات والمستهلكون، بسبب اضطرابات سلسلة الإمداد، إلى البحث عن موردين جدد بشكل عاجل، غالباً مع معايير تدقيق أقل صرامة. ويفتح هذا المجال أمام تسرّب المنتجات المغشوشة إلى السوق، ومنها حالات دمج المجرمين السيبرانيين لبرمجيات خبيثة في الأجهزة المزيفة. تأكّدت هذه المخاوف مؤخراً حين كشفت كاسبرسكي عن إصدار متطور من برمجية حصان طروادة Triada مدمجة مسبقاً في هواتف أندرويد مغشوشة تُباع عبر موزعين غير معتمدين. تعمل هذه البرمجية الخبيثة على مستوى نظام التشغيل الأساسي، مما يتيح للمخترقين السيطرة التامة على الجهاز، ويمكنهم من سرقة العملات المشفرة، والسيطرة على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وتحويل المكالمات دون إذن – مما يؤكد خطورة تعرض سلاسل الإمداد للاختراق.
ثالثاً، تقلبات السوق تفتح الباب أمام عمليات الخداع الاستثمارية. قد يتظاهر المحتالون بأنهم مؤسسات مالية مشروعة، ويقدمون وعوداً بأرباح «مؤكدة» عالية مبنية على ادعاء معرفتهم الداخلية بالجمارك، أو يطلقون حملات تصيد احتيالي ومواقع مزيفة لسرقة معلومات حساسة. على سبيل المثال، تسبب خبر غير موثّق على وسائل التواصل الاجتماعي عن احتمال تعليق الرسوم الجمركية في قفزة مؤقتة بالسوق بقيمة تريليونات الدولارات قبل إثبات زيفه – مما يظهر سرعة تفشي المعلومات المضللة وتغذيتها لعمليات التلاعب بالأسعار.
للحد من هذه المخاطر، على المستهلكين التحقق من مصداقية البائعين قبل الشراء، واختيار طرق دفع آمنة ضد الاحتيال، والتعامل بحذر مع العروض المغرية بشكل مثير للشك. كما يجب على المستثمرين إجراء العناية الواجبة الشاملة، والاستناد إلى مصادر معلومات معتمدة، والحذر من العروض التي لم يطلبوها والتي تتعهد بأرباح كبيرة. ومع تواصل التغيرات في المشهد الاقتصادي، تصبح اليقظة العالية ضرورة ملحة. ويمكن لإدراك هذه المخاطر أن يوفر حماية أفضل لكل من المستهلكين والمستثمرين.
لتقليل احتمالات التعرض لعمليات الخداع والمواقع الإلكترونية الخبيثة، يُفضل استخدام حل أمن سيبراني موثوق مثل Kaspersky Premium، ففضلاً عن رصده لعمليات التصيد الاحتيالي ومنعه التنزيلات المريبة، يقدم الحل حماية فورية للتسوق الإلكتروني والمعاملات المالية – مساعداً المستخدمين في كشف المواقع الإلكترونية المزيفة قبل إدخال أي معلومات حساسة. بالجمع بين وسائل الحماية الوقائية والنهج الحذر والواعي، يمكن للمستهلكين والمستثمرين التعامل مع فترات التقلب الاقتصادي