وفقاً لاستطلاع رأي حديث من كاسبرسكي، يرى نصف الأهالي المشاركين (47%) في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا أن أطفالهم يلعبون ألعاباً غير مناسبة لسنهم. واستناداً إلى الاستطلاع، يظهر أن الأطفال الذكور أكثر عرضة لمثل هذا السلوك مقارنة بالإناث، حيث خالف 50% و43% منهم إرشادات العمر عند لعب الألعاب على حواسيبهم.
من الوارد أن لدى الأهل ميلاً نحو المبالغة في استهتار الأطفال للقيود العمرية في ألعاب الحاسوب، أو أن الأطفال غير مدركين لهذه القيود على الدوام؛ فوفقاً للأطفال أنفسهم، يتجه 28% منهم فقط لألعاب حاسوب غير مناسبة لأعمارهم، وهي نسبة أدنى بكثير قياساً بما قاله الأهالي الذين شملهم الاستطلاع.
تعد ممارسة ألعاب الحاسوب طريقة شائعة لتمضية وقت الفراغ لدى الشباب. ووفقاً للاستطلاع، يلعب 34% من الأطفال ألعاب الحاسوب لبضع ساعات من مرة إلى 3 مرات في الأسبوع، بينما يقضي عدد أقل قليلاً منهم (30%) ما يتراوح بين ساعة وساعتين من اللعب يومياً.
حول ذلك، علق سيف الله جديدي، رئيس قنوات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، قائلاً: «غالباً ما ينتاب الأهالي قلق من أن أطفالهم يقضون وقتاً طويلاً في لعب ألعاب الحاسوب. وبالطبع، من المهم التأكد من اتباع الطفل لنظام معين ومنظم، وحصوله على قسط كافٍ من النوم، وإفساح وقت للاستراحة من الشاشة، وضمان النشاط على الصعيد البدني، ولكن حتى مع ذلك، ينبغي على الأهل ألا يستخدموا ألعاب الحاسوب كشماعة يحملونها كل اللوم. بل عليهم أخذ زمام المبادرة في هذا المجال، وإيلاء الاهتمام بأحدث المنتجات المطروحة في صناعة ألعاب الفيديو، وبالطبع، فهم تفضيلات الألعاب لدى أطفالهم وإعارة الانتباه لتصنيف قيود الفئة العمرية. ومن الجدير بالذكر أن هنالك مجموعة متنوعة من الألعاب المعروضة اليوم، ويتضمن العديد منها مواداً تعليمية. لذا نوصي بعدم إقفال الباب أمام هذا النوع من التسلية في أوقات الفراغ، بل السعي إلى حل وسطي عوضاً عن ذلك.»
وفي سياق متصل، قال معاذ عازر، الرئيس التنفيذي لشركة “ذكاء الأردن”، وهي شركة تمثل منظمة حماية الطفل الكندية “كيدبروف” في الأردن: “وفقًا لدراسة أجرتها منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) في الأردن، فإن 76.7% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10-17 عامًا يستخدمون الإنترنت يوميًا، وتصل نسبة الاستخدام إلى 86.5% بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16-17 عامًا”.
تخيل مقدار الخطر الذي يتعرض له هؤلاء الأطفال! الأطفال في الأردن وفي كل مكان معرضون لمجموعة من المشكلات الخطيرة المحتملة مثل زيادة وقت الشاشة، الفيروسات، البرمجيات الضارة، التصيد الإلكتروني، الأنشطة الإجرامية عبر الإنترنت، والرسائل الجنسية، المحتوى غير المناسب، والتنمر الإلكتروني، على سبيل المثال لا الحصر. إن توعية الأطفال والآباء بأمور السلامة، والتواصل بين الأطفال والآباء، وممارسة الرقابة هي أمور ضرورية لمجتمع آمن”.
للحفاظ على أمان الأطفال على الإنترنت، توصي كاسبرسكي الأهل بما يلي:
- أظهر اهتمامك بالألعاب التي يتسلى بها أطفالك. وفي الحالة المثالية، عليك تجريب تلك الألعاب بنفسك. إذ يساعد ذلك على بناء مزيد من الثقة في علاقاتك العائلية ويساعدك على فهم ما يهتم به طفلك؛
- إذا لاحظت أن طفلك يلعب كثيراً، فحاول تحليل دواعي ذلك والتفكير بوجود بدائل متاحة ويحبها لألعاب الحاسوب، وبادر بسؤاله عما يود القيام به إلى جانب الألعاب، وحاول إشراكه في هواية أخرى مثيرة للاهتمام؛
- كن ملماً بالتهديدات السيبرانية القائمة وتحدث إلى أطفالك عن الأخطار التي قد يواجهونها عبر الإنترنت؛ وعلمهم كيفية مقاومة التهديدات عبر الإنترنت والتعرف على حيل المخادعين؛
- استعمل برنامجاً للرقابة الأبوية على جهاز طفلك مثل Kaspersky Safe Kids . فهو يتيح لك التحكم في التطبيقات التي تم تنزيلها على الجهاز أو إعداد جدول زمني لفترات السماح باستخدام هذه التطبيقات.
تحمل الإحصائية عنوان «نشأة الأطفال في ظل الإنترنت» وقد أجرتها وكالة Toluna للأبحاث بطلب من كاسبرسكي في عامي 2023 و2024. وتضمنت عينة الدراسة 10 آلاف مقابلة عبر الإنترنت (غطت 5 آلاف مجموعة مكونة من أحد الوالدين وطفل، مع تراوح أعمار الأطفال بين 3 و17 عاماً)، وغطت 5 بلدان هي: تركيا، وجنوب إفريقيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.